JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

مستر بيست - Mr Beast داخل الأهرامات لمده 100 ساعة: بين التسويق العظيم والتحديات الثقافية

خط المقالة

مؤخرًا، انتشر فيديو مستر بيست عن زيارته للأهرامات المصرية كالنار في الهشيم، وحقق ملايين المشاهدات في وقت قياسي. الفيديو لم يكن مجرد رحلة داخل أحد أعظم عجائب الدنيا السبع، بل كان تجربة مليئة بالتشويق، الغموض، والمفاجآت، وهو الأسلوب الذي اشتهر به مستر بيست وجذب من خلاله قاعدة جماهيرية ضخمة حول العالم.

لكن بينما كانت هذه الخطوة بمثابة دعاية عالمية رائعة لمصر، إلا أنها لم تكن خالية من الجدل. فهناك نقاط جوهرية تستحق المناقشة حول تأثير مثل هذه الزيارات على صورة المعالم التاريخية، وكيف يمكن لمصر الاستفادة منها بأفضل شكل ممكن دون المساس بقيمتها الثقافية والتاريخية.

100 ساعة داخل الأهرامات: خطوة تسويقية ناجحة لمصر

لا شك أن استضافة أحد أكبر المؤثرين في العالم داخل الأهرامات فكرة ذكية، حيث أن محتوى الفيديو وصل إلى عشرات الملايين من المشاهدين الذين ربما لم يكن لديهم اهتمام سابق بالحضارة المصرية. هذا النوع من الترويج الرقمي يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على السياحة، خاصة بين الأجيال الشابة التي تعتمد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لاكتشاف وجهاتها السياحية.

مصر غنية بالمعالم الأثرية، لكن التحدي الدائم هو إبرازها بشكل عصري يتماشى مع توجهات العصر. في هذا السياق، ظهور الأهرامات في فيديو لمستر بيست يعزز من مكانتها ويجعلها حديث العالم. التصوير الاحترافي، زوايا الكاميرا الفريدة، والتشويق الذي صاحب الفيديو جعل تجربة المشاهد لا تقل عن فيلم سينمائي، مما دفع العديد إلى البحث عن مزيد من المعلومات حول الحضارة المصرية.

ولكن، رغم هذا النجاح، ظهرت بعض النقاط التي أثارت التساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه الفرص التسويقية مستقبلاً.

بين الترفيه والاحترام: نقاط جدلية في الفيديو

1- التعامل مع الرموز العلمية بحذر

أحد المشاهد التي أثارت الجدل في الفيديو كان ظهور الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير، في لقطة كوميدية نهاية الفيديو حيث ظهر وكأنه معلق رأسًا على عقب، في مشهد هزلي بسبب نطقه لكلمة "سكرايب" بدلًا من "سبسكرايب".

رغم أن أسلوب مستر بيست يعتمد بشكل كبير على الكوميديا والتفاعل المرح مع الجمهور، إلا أن استخدام شخصية علمية مرموقة مثل الدكتور زاهي حواس في مثل هذا السياق لم يكن مناسبًا. فالدكتور حواس ليس مجرد شخصية عابرة، بل هو رمز من رموز علم المصريات وأحد أبرز الأسماء التي ساهمت في الترويج للحضارة المصرية على مستوى العالم.

التعامل مع مثل هذه الشخصيات يجب أن يتم بحرص شديد، حيث أن الحفاظ على صورة العلماء والمؤرخين يعكس مدى احترام الدولة لتاريخها وتراثها. لو تم مراجعة الفيديو قبل نشره، لكان من الممكن تفادي هذا المشهد أو تقديمه بطريقة أكثر احترامًا دون الإضرار بالجانب الترفيهي للمحتوى.

2- الإعلان لا يجب أن يتفوق على التاريخ

في أحد المشاهد داخل الفيديو، توجه مستر بيست لفريقه وسألهم: "تعرفوا ليه جمعتكم هنا؟" فرد عليه أحد المشرفين على الرحلة متوقعًا أن الإجابة ستكون عن تاريخ الأهرامات. لكن المفاجأة كانت عندما قال مستر بيست: "لا، عن..." ثم دخل إعلان تجاري لأحد المنتجات البسيطة.

هذه اللحظة، رغم أنها تتماشى مع أسلوب مستر بيست في دمج الإعلانات داخل محتواه، إلا أنها تسببت في انتقادات من بعض المشاهدين، خاصة المصريين. فمصر فتحت له أبواب أحد أهم المواقع الأثرية في العالم، وكان من الأفضل أن يكون هناك خط أحمر واضح يضمن ألا يتفوق الإعلان التجاري على قيمة المكان التاريخية.

ليس هناك مشكلة في أن يكون الفيديو ممولًا أو يحتوي على إعلانات، فهذه هي طبيعة صناعة المحتوى الحديثة، لكن عند الحديث عن مواقع أثرية بحجم الأهرامات، يجب أن يكون هناك تنسيق مسبق لضمان أن تبقى الرسالة الأساسية للفيديو هي الترويج للحضارة المصرية وليس مجرد مساحة للإعلانات.

كيف يمكن لمصر الاستفادة من مشاهير الإنترنت بشكل أفضل؟

وجود مشاهير الإنترنت في مواقع أثرية هو سلاح ذو حدين: يمكن أن يكون دعاية إيجابية ضخمة إذا تم التخطيط له بشكل صحيح، لكنه قد يتحول أيضًا إلى مصدر للجدل إذا لم يتم وضع قواعد واضحة منذ البداية.

1- وضع معايير وضوابط واضحة

يجب أن يكون هناك بروتوكول محدد لأي صانع محتوى يريد التصوير داخل المعالم الأثرية، بحيث يضمن احترام قدسية المكان والحفاظ على قيمته التاريخية. هذه المعايير لا تعني تقييد الإبداع، ولكنها تساعد في الحفاظ على التوازن بين الترفيه والتاريخ.

2- مراجعة المحتوى قبل النشر

ليس بالضرورة فرض رقابة صارمة، ولكن يمكن الاتفاق مع صناع المحتوى على مراجعة الفيديوهات قبل نشرها لضمان عدم وجود أي مشاهد غير لائقة أو تقلل من قيمة الأثر التاريخي.

3- التركيز على المحتوى التعليمي بجانب الترفيه

أسلوب مستر بيست يعتمد على التشويق والإثارة، لكن كان من الممكن أن يتضمن الفيديو معلومات أعمق حول تاريخ الأهرامات أو أسرار بنائها بشكل أكثر تفصيلًا، مما يعزز الفائدة الثقافية للمحتوى.

4- تشجيع المزيد من المؤثرين على زيارة مصر

نجاح فيديو مستر بيست يجب أن يكون دافعًا لاستضافة المزيد من صناع المحتوى العالميين، لكن مع التأكد من أنهم يقدمون محتوى يليق بتاريخ مصر. يمكن التعاون مع مشاهير لديهم اهتمامات بالتاريخ والثقافة مثل ناشيونال جيوغرافيك أو علماء محتوى متخصصين في الآثار.

خلاصة القول

فيديو مستر بيست داخل الأهرامات كان خطوة تسويقية ناجحة لمصر وجذب ملايين المشاهدين إلى واحد من أهم المعالم التاريخية في العالم. لكن مع النجاح، تأتي أيضًا مسؤولية التأكد من أن مثل هذه الفرص تُستغل بأفضل شكل ممكن دون الإضرار بصورة الحضارة المصرية.

التعامل مع مشاهير الإنترنت يجب أن يتم بحذر وذكاء، لضمان أن يخرج المحتوى بصورة تليق بمكانة مصر وتاريخها العريق. في النهاية، الهدف ليس فقط تحقيق مشاهدات ضخمة، بل أيضًا تقديم صورة حضارية راقية تعكس عظمة الفراعنة وقوة مصر الثقافية في العالم الحديث. 

الاسمبريد إلكترونيرسالة